عدد الرسائل : 40 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
موضوع: تاريخ اختراع السيارات وتطورها) الجمعة ديسمبر 28, 2007 10:14 pm
كيف يمكن تصور العالم الآن دون ذلك الاختراع المُسمى بـ «السيارة»؟!!.. هل بالفعل أثر ذلك الوحش
المعدني الصغير الذي يسير بلا خيول- مثلما كانت توُصف السيارات في بادئ الأمر- في حياة الشعوب؟
وماذا نعرف نحن عن تطور تلك الصناعة التي ترجع جذورها إلى نهايات القرن الثامن عشر، وكيف استقبل العالم الاختراع الجديد الذي طالما سبب الفزع للخيول وأنهى عصر الدراجات.. دون رجعة؟!! عموماً، سنتعرض سوياً إلى بعض الحقائق والمعلومات الشيقة عن تاريخ صناعة السيارات في العالم، وسنعرف سوياً أن أمريكيي الأمس لم يكن كعهدهم معنا اليوم، فهم من أثروا في تلك الصناعة الواعدة منذ بدايتها، وسنتذكر سوياً أسماء رنانة غنية عن التعريف، شأن «هنري فورد» و»فرانسيس وفريلان ستانلي»و «وليام ديورانت» و»رانسوم أولدز» وغيرهم
.
في حقيقة الأمر، إن ظهور أول مركبة أو عربة تسير دون خيول كان يعود لنهايات القرن الثامن عشر وبالتحديد عام 1770 عندما قام المهندس العسكري الفرنسي «نيقولاس كوجنو» بصناعة أول مركبتين
ذاتيتي الحركة: الأولى لنقل الركاب والثانية تستخدم كجرار ومزودة بثلاث عجلات، تلاها بين عامي 1801 و1803 عرض البريطاني «ريتشارد تريفيثيك» أول مشروع اختباري لمركبات بخارية رباعية العجلات مخصصة لنقل الركاب، في خطوة مشابهة لما تعرضه الشركات في يومنا هذا تحت تسمية «نموذج تصوّري» أو
Concept Car ولكن التمويل وقف عائقاً أمام هذا المشروع.
لكن السيارات البخارية لم تلق انتشاراً واسعاً نظراً لعدم قبولها من قبل العامة كونها تتمتع بعدد من السلبيات الكبيرة كالوقت الذي يحتاج إليه المرجل كي تتم عملية تسخينه وكذلك صوتها المرعب أثناء السير ناهيك عن إمكانية انفجار المركبة بالكامل نتيجة ضغط البخار في المرجل
!!
وعلى امتداد القرن التاسع عشر سجلت العديد من المحاولات للارتقاء بهذه المركبات مع زيادة عدد المصنعين لكن دون جدوى وبقيت هذه السيارة غير مرغوبة وربما تبقى «ستانلي» السيارة الأشهر في هذه الفئة وهي ثمرة تعاون التوأمان الأمريكيان «فرانسيس وفريلان ستانلي» ويمكن القول إن السيارات البخارية اختفت مع إفلاس الشركة التي أسسها هذان التوأمان أي بالتحديد عام 1924
.
على مسار آخر كان هناك نوع آخر من السيارات يتطور هو الآخر شيئاً فشيئاً محققاً الكثير من النجاح نظراً لما يقدمه من مزايا تفوق ما يقدمه النموذج الذي يعتمد بالبخار، كونه يعتمد على الكهرباء وهذا ما جنبه الضجيج والدخان وأكسبه سرعة لا بأس بها 32 كلم/ساعة، في حين كانت القوانين في بريطانيا مثلاً تسمح للسيارة البخارية بسرعة 6 كلم/ساعة في الأرياف و3 كلم/ساعة في المدن وذلك حفاظاً على الأمان كون السرعة العالية تتطلب ضغطاً عالياً داخل المرجل مما يحول المركبة لقنبلة موقوتة على الطريق. وأخذت السيارات الكهربائية تزدهر شيئاً فشيئاً محققة رواجاً معقولاً بنسبة 38% من مبيعات السيارات عام 1900. ولكن عجلة الزمن لا تتوقف ولا بد لمن كان شاباً الأمس أن ينال منه الهرم يوم الغد، ولأن هذا النوع غير قابل للتطوير أكثر مما ناله أخذت عليه العديد من السلبيات كتوجب إعادة شحنه كل 80 كلم، وتدنت المبيعات شيئاً فشيئاً حتى أصبحت تشكل 7% من مبيعات السيارات المباعة في الولايات المتحدة عام 1905
.
في هذا الوقت كانت السيارات العاملة بمحرك الاحتراق الداخلي تتطور شيئاً فشيئاً حيث كانت تعمل بداية بواسطة الغاز ففي عام 1820 ظهر المحرك الذي يدار بانفجار خليط من الهيدروجين والهواء. وتنوعت تلك المحركات حتى عام 1860 حيث سجلت أول براءة اختراع لمحرك احتراق داخلي ناجح تجاريًا يستخدم في دورانه غاز «فرن الكوك» وعلى الرغم من كثرة ضجيجه وقلة فعاليته إلا أنه لاقى رواجاً لتشغيل مكابس الطباعة والمخارط ومضخات المياه
. [right]وفي عام 1885، تم تطوير أول محركات بترول رباعية الشوط ناجحة على يد «كارل بنز»، الذي مُنح آنذاك براءة اختراع على محركه هذا في العام الذي تلاه، وذلك على الرغم من أن بعض المهندسين الآخرين شأن «غوليب دايملر» و»فيلهلم مايباخ» و»سيغفريد ماركوس» كانوا يعملون بدورهم على تلك المحركات إلا أن التاريخ لا يذكر في هذا السياق سوى «كارل بنز» بوصفه أول من صنع سيارة بمعناها العصري. وفي عام 1888، استطاعت «بيرثا بنز» أن تقود سيارة زوجها لمسافة جاوزت الـ 106 كم، مما كان له أبلغ الأثر على جموع العامة الذين حضروا خصيصاً لمشاهدة هذا العرض، وبالتالي تم الترويج بدعاية غير مسبوقة لسيارة «بنز». أعقبها في العام 1890، محاولة كلاً من «إميلي ليفاسو» و»أرماند بيجو» في إنتاج سيارات مُستخدمين محركات «دايملر»، ومن ثم نجحا في إرساء صناعة السيارات في فرنسا، علماً بأن كلا من «دايملر» و»بنز» عملا منفرداً ويبدو أنهما لم يدركوا تطابق تجاربهما الأولية على سيارات الاحتراق الداخلي. وفي عام 1892، نجح «رودولف ديزل» في الحصول على براءة اختراع لمحرك احترق داخلي جديد، الأمر الذي أسفر عنه أول محرك ديزل في العالم عام 1897. وبحلول عام 1902، ظهر أول خط إنتاج للاستهلاك التجاري للسيارات على نطاق واسع، وذلك على يد «رانسوم أولدز» بمصنعه «أولدزموبيل». وفي عام 1908، نجح «هنري فورد» في إنتاج طرازه «T» الشهير الذي لاقى نجاحاً غير عادي حيث باتت في متناول العمال والمزارعون بفضل سعرها الجيد واعتماديتها العالية. وفي العام ذاته ظهرت شركة «جنرال موتورز» متخذة سيارة «بويك» نواة لها على يد «وليم ديورانت» المنافس الكبير لهنري فورد. ومنذ ذلك الوقت، شهدت صناعة السيارات وتقنياتها تطوراً ملحوظاً وسريعاً للغاية؛ ] حيث ظهر الإشعال الإلكتروني، وأنظمة التعليق المستقلة، وأيضاً مكابح للعجلات الأربع وغيرها.